أكد إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة في حوار خص به أسبوعية
“جون أفريك” ،أنه لا علاقة له بفؤاد عالي الهمة المستشار الحالي للملك ،و لا بالقصر
.
كما دافع العماري ، في الوقت ذاته، باسم الحريات الفردية ، عن “كوبل” حركة
التوحيد و الإصلاح المتابعين في حالة تلبس بالزنا ، داعيا إلى تركهم وشأنهم .
و قال إلياس العماري، في حواره مع الأسبوعية الفرنسية: ” فؤاد عالي الهمة كان
من بين مؤسسي حزب الأصالة و المعاصرة و ليس المؤسس الوحيد ،إلا أنه اختفى بعد
تعيينه مستشارا لدى الملك محمد السادس ، شخصيا ليست لدي علاقة بفؤاد عالي الهمة و
لا بالقصر ، لقد أتيت من اليسار ، و كنت معارضا للملك الراحل الحسن الثاني، و سجنت
لهذه الأسباب ، و بعد ذلك خرجت بعفو ملكي “.
الأمين العام للأصالة والمعاصرة رد على الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية
، نبيل بن عبدالله ،الذي قال بأن “البام” اداة للتحكم ،وتابع العماري قائلا:”من
يكون (بن عبد الله)حتى يقول هذا ؟” مضيفا : “لا هو و لا حزبه لم يكن يوما في صف
المعارضة ، حتى خلال سنوات الرصاص التي كان يقود فيها علي يعتة الحزب .” و قال إبن
الريف بأن قصة “التحكم” ليست سوى “خدعة ابتدعها بنكيران و رفاقه ليغطي بها على
هزالة حصيلته” .
و أضاف إلياس العماري أنه تعرف على “سي فؤاد من خلال من أعتبره معلمي، ادريس بن
زكري ،سنة 2000 ، حيث تحدثنا و اشتغلنا معا على ملفات تهم قضايا حقوق الانسان ،فهو
يجيد الاستماع و لديه أفكار جيدة ، وهو رجل يفي بوعده ، و قد أسسنا معا حركة لكل
الديمقراطيين ، و حزب الأصالة و المعاصرة ” .
و أضاف المتحدث : “عندما تم تعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا لجلالة الملك ، هنأته
و قلت له : سيتعذر علي من الآن التواصل معك . وبقي ، بدون شك ، صديقي ، و لكنه لم
يعد فؤاد نفسه ، فقد أصبح بحكم وظيفته الحالية ، شخصا آخر ، لذلك اضطررت لوضع مسافة
معه ، حتى لا يلومني يوما ، نفس الأمر انطبق على صديقي القديم عمر اعزيمان ، الذي
لم أعد أراه ، بعد تعيينه مستشارا للملك “.
إلياس العماري ،الذي يبلغ من العمر 48 سنة ، نفى أن تكون له علاقة مع وزير
الداخلية ، قائلا : “محمد حصاد الذي تم اختياره من قبل رئيس الحكومة ،عبد الالاه
بنكيران ،حسب ما أعلن بنكيران بنفسه ، و لا أرى كيف يمكنه أن يتعامل مع حزب ضد رئيس
الحكومة ، أنا ، أعرفه و أحترمه ، و لكن لا علاقة لي به.”يضيف إلياس العماري .
في هذا اللقاء ، و كما كان متوقعا ، لم يختر زعيم حزب الأصالة و المعاصرة كلماته
ضد عبد الإله بنكيران و حزبه ،العدالة و التنمية ، حيث لم يتردد في تشبيهه بجماعة
الإخوان المسلمين في مصر . و قال” إنه نموذج للعدالة و التنمية التركي (AKP). فبعد
محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليوز الماضي ، هرع قادة حزب العدالة و
التنمية إلى السفارة التركية بالمغرب للتعبير عن دعمهم لأردوغان . وعلى صفحتهم على
الفايسبوك ،ظلت صورة الرئيس التركي على واجهة الصفحة لأكثر من يوم واحد ، كما حصل
نفس الشيء مع محمد مرسي ، و لم تتفاعل هذه الصفحة بالطريقة نفسها مع الصحراء
المغربية “.
وتابع قائلا : ” لقد رأينا أيضا بنكيران و زوجته يرفعون شعار” رابعة ” للإخوان
المسلمين . المغاربة الذين صوتوا لصالح حزب العدالة و التنمية ، لم ينخدعوا فقط
بالتسيير الكارثي للحزب ، بل أيضا بإيديولوجيه ، المغاربة مسلمون و ليسوا إسلاميين
“. وحسب إلياس العماري فحزب العدالة و التنمية “لا يدافع عن المغرب ، بل عن
الخلافة”.
و يرى العماري أن المغرب “في خطر. و لمزيد من الاقتناع لا بد من تقييم خمس سنوات
من عمر الحكومة : كارثية على كل الأصعدة ،معدل النمو وصل إلى 1.5 في المائة ،
ومستوى المديونية الخارجية بلغ 82 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي ، البطالة
ارتفعت بدورها . هذه الحكومة هي الوحيدة و منذ الاستقلال ، التي لم تتحاور مع
النقابات ،و لا حتى مع الجمعيات . و لا أرى شيئا إيجابيا في حصيلتها” .
و بالنسبة لموضوع عدم تجريم زراعة الحشيش، فقد أعتبر إلياس العماري أن هذا أمر
مهم قائلا : “هناك أزيد من مليون و نصف مليون مغربي و جزء من الاقتصاد بشمال المغرب
يعيشون من زراعة الحشيش . نعرف ذلك ، و قلناه ، ومنذ 60 سنة لم نغير شيئا . و لهذا
اقترحنا فتح النقاش على الصعيد الوطني ، النقاش العمومي و العلمي ، من أجل القطع مع
سياسة النعام . إما أن نخلص إلى أن هذه الزراعة ضارة عموما ، و بالتالي يجب حظرها و
اتخاذ التدابير اللازمة لمواكبة و دعم المزارعين الذين يعيشون على هذه الزراعة ، أو
أن نعتبر بأن الاستعمال الإيجابي لهذه الزراعة يمكنه أن يساعد في المجال الطبي ،
مثل ما خلصت إليه بعض التجارب الأمريكية و الأوروبية ، و بالتالي يجب تأطير هذه
الزراعة قانونيا “، مضيفا بأن “هناك ما هو أسوأ من ذلك ،و هو الثلاثي الخطير (
تجارة الأسلحة و المخدرات و الإرهاب” .
و بخصوص التدابير التي ينوي حزب الأصالة و المعاصرة اتخاذها بخصوص موضوع عدم
تجريم استهلاك الكحول و العلاقات الجنسية خارج الزواج ، أجاب إلياس العماري : ”
دعونا نكون واضحين ، نحن نؤيد مراجعة القانون الجنائي ، خاصة ما يتعلق بالحريات
الفردية ، حزب الأصالة و المعاصرة لا يشجع على الفجور .”
و في هذا السياق كان إلياس العماري ضد محاكمة “كوبل” حركة التوحيد و الاصلاح عمر
بنحماد و فاطمة النجار